jeudi 8 septembre 2011

!!!واعجباهُ...منا



لطالما استغربتُ كثيراً من غرابة ثقافتنا لدرجة أنني أعجزُ
أحياناً عن فك طلاسمها.

"خزعبلاتنا"اليومية تكادُ تكونُ جزءاً لا يتجزأ من هويتنا

فأحياناً ورغم أنك تتعجب تجد نفسك ومن دون أن تشعر غارقاً حتى النخاع في أبجديات هذا الإنتماء.



أظن أنكم لا تفهمون إلا قليلاً عما أتحدث؟أو ربما تفهمون؟؟...معليش



حسناً على سبيل المثال لا الحصر فنحن من عشاق ثقافة"المغارف"و"العلا ّقات"و"سير حتى تجي"و"سبق الميم ترتاح"و"كره العقارب"والخ والخ...وغيرها من الجزئيات المنطوية تحت لواء هذه الثقافة الغريبة.



ولكن ما معنى كل ما سبق؟؟؟.سولوني عفاكم



ثقافة"المغارف"هي ثقافة التعميم السائدة,فنحن لا نريد أن "نصدع"رؤوسنا بالفرز والإنتقاء وتحليل الأشخاص واختلاف الأجناس فنقول" مغرفة وحدة مسكية عليهم"و"عليهم"هنا تعني المؤنث والمذكر فنحن نعشق التعميم لدرجة جعلتنا نعمم المفردات الرجولية على النساء أيضاً,لذلك لن تجد في دارجتنا"عليهن"أبداً.



ثقافة"العلاّقات"تعني ببساطة إخلاء عصمتك من أي مسؤولية كانت(يمكنك أن تفعل أي شئ ولن تكون أبداً المسؤول)

فنحن نكره المسؤولية كيفما كانت لأنها تسبب لنا الحساسية وقرحة المعدة لذلك فإذا تأخرنا عن الحافلة نقول"مشا علينا طوبيس"وإذا كسرنا شيئاً نقول"طاح غي بوحدو" واللائحة طويلة(كملوها)

نحن دائماً أبرياء وما عدا ذلك فكل شيء مسؤول عن كل شيء الا نحن.



ثقافة"سير حتى تجي"تُشعرني بالضحك والحزن في آن واحد(الله يستر)

الشعور الأول سببه أنها تذكرني بسلسلة هزلية شاهدتها لا أعرف متى وهي تُشعرك بالضحك بسبب "الفقصة"أحياناًُ,

و تذكرني أيضاً بتوعد أمي لأحد إخوتي عندما كان يفعل شيئاً من قبيل الشقاوة فكانت تؤجل دفعه لثمن ذلك الى ما بعد رجوعه من المدرسة,فكانت تقول له قبل الذهاب"سير حتى تجي"وفي رواية أخرى"بلاتي عليك حتى تجي".

أما الشعور الثاني فسببه المعنى الحقيقي الذي يتوارى خلف هذه الجملة الممنوعة من الصرف.

نعم..نحن نؤجل كل شيء ..

ولا نفعل ولا نقول أي شيء في وقته..

وهذا قد يجعلنا نفقد العمر ونحن نقول للأشياءَ كثيرة "سيري حتى تجي" ولكنها قد لا تأتي أبداً.

صحيح أن هناك أمور في الحياة تحتاج الصبر...ولكن هناك أمور أخرى لا تحتمل الإنتظار.



"سبق الميم ترتاح"...إعراب"الميم"في دارجتنا العجيبة (اللي تتحمق طبعاً)هو حرف نفي ونكران...

أجل فنحن لا نجيد استخدام"لم" ولا نجيد الشكل أيضاً فكل كلامنا غير مشكل و"السكون"يغلب على كلامنا

(وعلى أفعالنا أيضاً).....فاعذرنا يا سيبويه

لقد علمتُ مؤخراً أن"الميم"شكل من أشكال الفن المسرحي التي تعتمد على الإيماء دون كلام ولكنني متأكدة أنه ليس المقصود

لأنه وببساطة نحن قد نجيد كل شيء الا الإيحاء وقد لا نجيد أي شيء الا الكلام.



لم يتبقى الا "كره العقارب".... العقارب كائنات تلذغ نفسها لتموت بسمها عندما تحيطها النيران..

(يوجد الكثير من الناس"الله يحفظنا منهم"يشبهون هذا النوع من المخلوقات اللاذعة ولكنهم من فصيلة لا تقتل نفسها أبداً لأنها مشغولة بقتل غيرها بسمها )

لكن أنا لا أتكلم عن كل هذا..بل عن"عقارب الساعة"...

نعم...نحن نكره هذا النوع من العقارب أيضاً لدرجة أننا لا نحدد ساعة لمواعيدنا وحتى وإن حددناها فلا نحترمها أبداً

(تبارك الله علينا)

أظن أننا الوحيدون على سطح الكرة الأرضية الذين نقول"نتلاقاو"غداً...ألا نعلمُ أن في اليوم أربع وعشرون ساعة؟؟؟

أو "نتلاقاو"في"العشية"...أتسائلُ كم من ساعة توجد في "العشية" عندنا؟؟

كل ما أعرف هو أنني لا أعرف....لماذا نستخف بعقارب الساعة؟؟؟

وما يجعلني أبتسم أحياناً(ليس سروراً طبعاً)هو أن من يأتي متأخراً بربع أو نصف ساعة فهو من الأشخاص المنضبطين(لأن التأخير عندنا هو ساعة فما فوق)

أما"قْسْمْ"الذي يعني عندنا خمس دقائق(لقد اختزلناها لكي لا نشعر بالوقت)فهو غير محسوب...

في حين أن الثواني فلا توجد أصلاً في قاموسنا الزمني.



ورغم أنني أقول كل هذا ...

ورغم أنكم قد تشاطرونني نفس الرأي (الله أعلم)

الا أنني متأكدة من أنني"سكيت بنفس المغرفة"على العديد من الأشخاص والأمور ...."علقّت"بعض أخطائي على شمّاعة ماَ.....أجلتُ أشياءَ "حتى نجي"...سبقت"الميم"كي أرتاحَ أحياناً....و
تأخرت على بعض مواعيدي أو ربما فوتت بعضها أصلاً.

ولكنني أحاولُ التغيير والتقليص من عدد المرات التي يجرني فيها الحنين لهذه الثقافات.

!!!! فواعجباهُ مني




*****************************************

الحلقة الأولى من سلسلة "حماقاتي"

Princess Emmy

2 commentaires: